صلاة - مارينا تسفيتاييفا

أضيف بتاريخ 02/21/2025
مارينا تسفيتاييفا


"يا رب! أنا أتعطَّشُ للمعجزة
الآن، حالاً، في أوّل النهار!
أوه، اسمح لي أن أموت، طالما أنّ
الحياة بكاملها كما الكتاب بالنسبةِ لي.
أنتَ حكيم، ولن تقول بصرامةٍ:
«اصبري، لم يحن يومكِ بعد».
بنفسكَ قدَّمتَ لي -الكثير الكثير!
أتعطَّش فوراً -إلى كلِّ السُبل
أنتَ أعطيتني طفولةً -أجمل من حكاية،
فاعطني الموتَ – في السبعة عشر عاماً."

**مارينا تسفيتاييفا** (1892–1941) هي واحدة من أبرز الشاعرات الروسيات في القرن العشرين، معروفة بشعرها العاطفي العميق وأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الحداثة والتقليد. ولدت في موسكو لعائلة مثقفة، حيث كان والدها أستاذًا في الفنون ووالدتها عازفة بيانو موهوبة. تأثرت تسفيتاييفا بالثقافة والفن منذ صغرها، وبدأت كتابة الشعر في سن مبكرة.

 حياتها وإبداعها:
- **النشأة المبكرة**: نشرت أول مجموعة شعرية لها بعنوان **"ألبوم المساء"** في عام 1910، وهي لا تزال في الثامنة عشرة من عمرها. لاقت هذه المجموعة استحسان النقاد وأظهرت موهبتها الفريدة.
- **الثورة والحرب الأهلية**: عانت تسفيتاييفا كثيرًا خلال الثورة الروسية والحرب الأهلية، حيث فقدت زوجها، سيرجي إيفرون، الذي قاتل مع الجيش الأبيض. عاشت في فقر ومعاناة، وكتبت خلال هذه الفترة بعضًا من أعمق أعمالها.
- **الهجرة**: في عام 1922، غادرت روسيا وعاشت في المنفى في براغ وباريس، حيث واجهت صعوبات مالية وعزلة ثقافية. على الرغم من ذلك، استمرت في الكتابة ونشرت العديد من القصائد والمقالات.
- **العودة إلى الاتحاد السوفيتي**: في عام 1939، عادت تسفيتاييفا إلى الاتحاد السوفيتي، لكنها واجهت اضطهادًا سياسيًا وتراجعت حياتها الأدبية. انتحرت في عام 1941 بسبب اليأس والفقر.

أسلوبها الشعري:
تتميز قصائد تسفيتاييفا بالعاطفة الجياشة والصراحة والعمق الفلسفي. كانت تكتب بلغة قوية ومكثفة، غالبًا ما تعكس صراعاتها الداخلية وتجاربها الشخصية. من بين موضوعاتها الرئيسية الحب، الموت، المنفى، والبحث عن الهوية.

أعمالها البارزة:
- **"ألبوم المساء"** (1910)
- **"الفانوس السحري"** (1912)
- **"قصائد إلى بلوك"** (1922)
- **"قصائد إلى أخيل"** (1924)
- **"قصائد إلى ماياكوفسكي"** (1930)

تراثها:
بعد وفاتها، تم الاعتراف بتسفيتاييفا كواحدة من أعظم الشاعرات في الأدب الروسي. أعمالها تُرجمت إلى العديد من اللغات، ولا تزال تُقرأ وتُدرس في جميع أنحاء العالم. قصائدها تعكس روحًا ثائرة وحساسة، تجعلها واحدة من أكثر الأصوات الشعرية تأثيرًا في القرن العشرين.

تسفيتاييفا كانت امرأة عاشت حياتها بشغف وكتبت بشغف، مما جعلها أيقونة أدبية لا تُنسى.