كاستيل غاندولفو (إيطاليا) – شهدت بلدة كاستيل غاندولفو الإيطالية الصغيرة، الواقعة على تل مطل جنوب شرق العاصمة روما، حضورًا جماهيريًا لافتًا هذا الأحد، حيث احتشد الآلاف لمتابعة أول صلاة تبشير ملائكي يتلوها البابا لاوون الرابع عشر من المقر الصيفي للباباوات.
رغم الأجواء الممطرة، تدفّق المصلون إلى شوارع القرية المطلة على بحيرة ألبانو لمشاركة الحبر الأعظم لحظة رمزية، أعادت إلى الأذهان تقاليد الباباوات السابقين الذين اعتادوا الإقامة في هذا القصر الرسولي خلال الصيف، باستثناء البابا فرنسيس الذي كسر العادة وفضّل البقاء في الفاتيكان طيلة فترة حبريته.
من أمام أبواب القصر التاريخي، خاطب البابا لاوون الحشود قائلاً: "يسعدني أن أكون بينكم… وأشكركم جميعاً على حفاوة الاستقبال"، وقد بدا محاطًا بعنصرين من الحرس السويسري بلباسهم التقليدي المُلفت.
وتأتي هذه الإقامة التي بدأت في السادس من يوليو، كفترة راحة تمتد أسبوعين، يعتزم خلالها البابا الجديد استعادة تقليد رمزي افتُقد خلال أكثر من عقد. وقد ترأس صباح الأحد قداسًا في كنيسة القديس توما في فيلانوفا، قبل أن يعبر الساحة وسط تصفيق الجماهير وهتافاتهم.
وفي ختام صلاته، وجه البابا نداءً مؤثراً قائلاً: "دعونا لا ننسى أن نصلي من أجل السلام، ومن أجل كل من يعانون بسبب الحرب"، في رسالة واضحة تستحضر انشغاله بالأزمات العالمية التي تطبع المشهد الجيوسياسي الحالي.
عودة الباباوات إلى كاستيل غاندولفو قد تعيد إلى هذه البلدة الهادئة دورها التاريخي كمقر صيفي رمزي للفاتيكان، وتمنح المؤمنين فرصة نادرة للمشاركة عن قرب في الطقوس البابوية خارج أسوار روما، في إطار علاقة أكثر قرباً وحميمية بين سيد الكرسي الرسولي وأتباعه.