يحذر المستقبلي آدم دور من أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بقدراتها المتطورة بوتيرة غير مسبوقة، تقترب بسرعة من تجاوز الإنسان في معظم ميادين العمل. يشير دور إلى أننا أمام تحول اقتصادي واجتماعي بالغ العمق، إذ من المتوقع أن تصبح شريحة واسعة من الوظائف الحالية فائضة خلال العشرين سنة المقبلة ما لم يجرِ التفكير مجدداً في أسس الاقتصاد مثل الملكية، وتوزيع الموارد، وقيمة العمل ذاته.
يرى دور أن «الآلات الذكية» لم تعد ظاهرة مستقبلية بعيدة، بل هي واقعية وحاضرة، أخذةً في التوسع والتطور يوماً بعد يوم بدون أفق واضح للتوقف. ويؤكد أن الوقت المتاح أمام المجتمعات للاستعداد للتغييرات الجذرية محدود جداً، واصفاً المستقبل القريب بـ"العاصف".
ورغم تحذيراته الصارمة، إلا أن دور يتبنى رأياً متفائلاً: هذه الطفرة التكنولوجية قد تفتح الباب على عصر "الوفرة الفائقة"، حيث يتحرر الإنسان من هموم العمل الروتيني وتتسع أمامه فسحة للاستثمار في العلاقات الإنسانية، وبناء المجتمعات، والانشغال بمساعٍ ذات مغزى حقيقي.