بالأمسِ
حينَ دخلتُ طنجةَ، طائراً، للمرّةِ الأولى
حسِبْتُ الأمرَ حلماً:
هل دخلتُ حديقةً؟
بيتاً من الزّلّيجِ والنارَنْج؟
غيمة سندس؟
وسألت عائشة الجميلة:
هل سأبني هَهُنا بيتي، صغيراً، بين رمل البحر والأعناب؟
هل سيكون لي أن أجمع الأصداف والأعشاب...
هل سأُحبّ؟
هل أمضي، فأمْضِي الليل من حانٍ إلى حان؟
وهل سأكون مجنوناً بحبّ، مثل حُبِّكِ...
أنتِ عائشةُ الجميلةُ
لا تقولي، الآنَ، شيئاً!
واُترُكي لي قُدْسَ هذي اللحظةِ...
اُتركي على شفتَيَّ وشماً من قرنفلةٍ ووردٍ
ثمّ نامي...
سعدي يوسف