القوة العقلية في مواجهة المرض: تحطيم المفاهيم الخاطئة

أضيف بتاريخ 12/11/2024
الحديقة الرقمية

يقدم لنا مقال أندريا جيبسون نظرة عميقة حول مفهوم القوة العقلية، خاصة في سياق المرض والإعاقة. تكشف تجربتها الشخصية عن المفاهيم الخاطئة المستمرة في مجتمعنا حول العلاقة بين القوة البدنية والقوة العقلية.



خلال حصة يوغا، صرح المدرب قائلاً: "لا يمكنك أن تكون قوياً في عقلك إذا لم تكن قوياً في جسدك." هذا التصريح يجسد مفهوماً خاطئاً لكنه شائع، يربط مباشرة بين القوة العقلية والقدرة البدنية. لكن الواقع يثبت عكس ذلك تماماً. يعكس هذا الموقف نظرة محدودة تتجاهل تجارب الأشخاص ذوي التحديات الصحية وتنحاز لمنظور الأصحاء فقط.

في الحقيقة، غالباً ما نجد أن الأشخاص الأقوى عقلياً هم أولئك الذين لا يتمتعون بالضرورة بجسد قوي. تتجلى القوة العقلية في جوانب متعددة، منها الشجاعة في المواجهة رغم التحديات غير المرئية، والقدرة على الراحة عندما يتطلب الجسد ذلك، وتقبل الحدود الشخصية.

تشارك الكاتبة تجربتها الشخصية المؤثرة مع المرض المزمن، حيث قضت سنوات في محاولة إخفاء حالتها الصحية خوفاً من الأحكام المسبقة. لكنها اكتشفت لاحقاً أن القوة الحقيقية تكمن في قبول الضعف والتحدث عنه بصراحة.

يشكل كسر حاجز الصمت حول المرض والإعاقة خطوة مهمة نحو التغيير. فإخفاء الحالة الصحية قد يؤدي إلى الشعور بالخجل والعزلة، بينما يمكن أن يكون مشاركة التجربة علناً أمراً محرراً ويساهم في تغيير التصورات المجتمعية.

تقترح الكاتبة رؤية أكثر شمولية للقوة، تتضمن المرونة في مواجهة التحديات اليومية للمرض، والشجاعة في التعبير عن الضعف، والقدرة على التكيف وإيجاد طرق جديدة للقوة. وتؤكد أن القوة لا تكمن دائماً في الصمود والتجلد، بل في القدرة على إظهار الضعف والتواصل بصدق مع الآخرين.