تُجسد دانييل ستيل قمة التفاني والإنجاز في عالم الأدب، حيث استطاعت أن تكتب 179 كتاباً تُرجمت إلى 43 لغة عالمية. تعمل الكاتبة الأمريكية بنظام صارم يتحدى المألوف، إذ تقضي ما يصل إلى 22 ساعة يومياً في الكتابة، مستخدمة آلتها الكاتبة "أولي" طراز أوليمبيا 1946 التي لا تفارقها.
تبدأ ستيل يومها في الثامنة والنصف صباحاً، غالباً في مكتبها بباريس أو سان فرانسيسكو، مرتدية ملابس الكشمير المريحة. وبينما يكتفي معظم الناس بإنجاز عمل واحد في وقت محدد، تعمل ستيل على خمسة إلى ستة كتب في آن واحد، محققة إنجازاً غير مسبوق بنشر سبعة روايات سنوياً.
حطمت ستيل الأرقام القياسية عندما دخلت موسوعة غينيس في عام 1989، محافظة على وجود كتابها في قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً لمدة 381 أسبوعاً متتالياً. ورغم هذا النجاح الساحق، تظل متواضعة ومتحفظة بشأن ثروتها، مؤكدة أن شغفها بالكتابة، وليس النجاح التجاري، هو ما يدفعها للاستمرار.
تتميز حياة ستيل بالانضباط الشديد، فهي تكتفي بأربع ساعات نوم يومياً، وتأخذ إجازة لمدة أسبوع واحد فقط سنوياً في جنوب فرنسا. وكأم لتسعة أطفال، تُثبت أن الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية ممكنة مع الإرادة القوية والتنظيم المحكم.
تنتقد ستيل ثقافة "الإرهاق" السائدة حالياً وتوقعات الشباب بأن يكون العمل ممتعاً دائماً. وتؤمن بأن النجاح يأتي من خلال الانضباط والمثابرة، وليس المعجزات، كما يتضح من مقولتها الشهيرة: "لا توجد معجزات. هناك فقط الانضباط."
"الكتابة ليست مهنة، إنها طريقة حياة ونعمة منقذة." - دانييل ستيل