الذكاء الاصطناعي والترجمة الأدبية: لماذا يجب أن تتريث دور النشر؟

أضيف بتاريخ 01/11/2025
عبر البريد الدولي


يواجه المترجمون المحترفون اليوم تحدياً غير مسبوق مع ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على ترجمة كتب كاملة في ثوانٍ معدودة. لكن السؤال الأهم: هل يجب على دور النشر الاعتماد على هذه التقنيات؟

في فرنسا، أطلق تحالف "باللحم والدم" حملة تطالب بحظر استخدام أدوات الترجمة الآلية في الكتب والأفلام والترجمات الفرعية وألعاب الفيديو. وقد حظي هذا التحرك بدعم نخبة من الأدباء العالميين، بمن فيهم حائزون على جائزة نوبل وجائزة غونكور المرموقة.

وفي ألمانيا، بدأت دور النشر بإضافة بنود في عقودها تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة. والسبب لا يقتصر على مخاوف حقوق النشر فحسب، بل يتعداه إلى قضية جوهرية: عجز الآلات عن فهم دقائق التعبير وأساليب الكتابة.

فالترجمة الأدبية ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى. يحتاج المترجم البشري إلى قراءة ثلاثين صفحة على الأقل ليستوعب إيقاع النص - وأحياناً يضطر إلى إعادة ترجمة ما سبق ليحافظ على تناغم العمل. الهدف ليس إيجاد المرادفات اللغوية فحسب، بل نقل روح النص وموسيقاه إلى اللغة الأخرى.

كما تشير المترجمة كلاوديا هام إلى نقطة جوهرية: اللغة بدون الإنسان تفقد جوهرها كوسيلة للتواصل. فالجملة ذاتها قد تثير الغضب أو تبعث على الطمأنينة حسب نبرة قائلها - وهو ما تعجز الآلة عن فهمه.

هناك أيضاً منطق تجاري بسيط: إذا اكتفت دور النشر بالترجمة الآلية المتاحة مجاناً عبر تطبيقات مثل ChatGPT وDeepL، فستهدد بذلك وجودها هي قبل المترجمين.