شهدت المكسيك منذ جائحة كوفيد-19 ظاهرة لافتة تمثلت في انتشار نوادي القراءة، مما أحدث تأثيراً إيجابياً على سوق النشر المحلي. هذه الحركة، التي تقودها النساء بشكل رئيسي، تعكس تحولاً جوهرياً في عادات القراءة والتواصل الاجتماعي حول الكتب.
تُعد باولا كارولا، الناشرة البالغة من العمر 34 عاماً، مثالاً بارزاً على هذا التوجه الجديد. فقد أطلقت ناديها للقراءة عبر الإنترنت في عام 2020، في خضم الجائحة، ليصبح اليوم مصدر دخلها الرئيسي مع ما يقارب 130 عضواً، جميعهن من النساء. وكما تشير كارولا في حديثها لصحيفة "إل بايس" المكسيكية: "بمجرد انتهاء فترة العزل، كانت القارئات متحمسات للعودة إلى ما كن يفتقدنه من قبل."
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في نمو وانتشار هذه النوادي. حيث تعقد معظم النوادي جلساتها عبر الإنترنت مرتين شهرياً، مما يتيح للمشاركات التفاعل بمرونة وسهولة. وكما أشارت بيلار غوردوا، مديرة التسويق في دار بينغوين راندوم هاوس الإسبانية في تصريحات لمجلة "كوريي إنترناسيونال"، فإن هذه النوادي أصبحت "عنصراً أساسياً" في استراتيجيات الترويج للكتب.
في المكسيك، حيث تواجه صناعة النشر تحديات عديدة، بما في ذلك المنافسة من الواردات الإسبانية، تلعب نوادي القراءة دوراً محورياً في تنشيط السوق المحلية وتشجيع قراءة الأعمال المكسيكية. كما أنها توفر منصة قيّمة للمؤلفين المحليين للوصول إلى جمهور أوسع.