في عالم الأدب الأمريكي، يبرز اسم إدوارد إستلين كامنغز كواحد من أكثر الشعراء تأثيراً وابتكاراً في القرن العشرين. ولد هذا الشاعر الفريد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس عام 1894، ليصبح فيما بعد ظاهرة أدبية استثنائية غيرت وجه الشعر الأمريكي المعاصر.
عندما نتحدث عن كامنغز، لا يمكننا تجاهل أسلوبه الثوري الذي كسر كل القواعد التقليدية للكتابة الشعرية. فقد تميز بتجاربه الجريئة في الشكل والترقيم والنحو، وابتكر طريقة فريدة في توزيع الكلمات على الصفحة، متجاهلاً عن قصد استخدام الأحرف الكبيرة والترقيم التقليدي. هذا الأسلوب المميز جعل قصائده تبدو كلوحات فنية بصرية تتجاوز حدود الكلمات المكتوبة.
تشكلت شخصية كامنغز الأدبية عبر تجارب حياتية عميقة، فبعد تخرجه من جامعة هارفارد عام 1915، خدم كمسعف في الحرب العالمية الأولى حيث تعرض للاعتقال في معسكر فرنسي. هذه التجربة القاسية ألهمته لكتابة روايته الشهيرة "الغرفة الهائلة"، وأثرت بشكل عميق على نظرته للحياة والفن.
حقق كامنغز نجاحاً استثنائياً في عالم الشعر الأمريكي، حتى أصبح ثاني أكثر الشعراء قراءة في الولايات المتحدة بعد روبرت فروست. وتوجت مسيرته المهنية بجوائز مرموقة، منها جائزة بولينجن للشعر عام 1958، ومنح غوغنهايم، كما شغل كرسي تشارلز إليوت نورتون في هارفارد.
رغم تعقيد أسلوبه الشكلي، تميزت قصائد كامنغز ببساطة لغتها وعمق معانيها، مما جعلها تصل إلى قلوب القراء بسهولة. تناول في شعره مواضيع إنسانية عميقة كالحب والحرب والجنسانية، مقدماً رؤية غير تقليدية عكست روح عصره الثائرة.
إدوارد أستلين كمينجز
ترجمة: د. عبير الفقي
الحب
الحب أكثر سمكًا من أن ينسى.
أكثر ضعفًا من أن يتذكر.
أكثر ندرة من موجة رطبة.
وأكثر تكرارًا من الفشل.
إنه الأكثر جنونا وشغفا
والأقل هو ما لا يجب أن يكون
من البحر الذي يجب أن يكون
منه أعمق.
الحب دائما أقل من أن يربح
وأقل أبدية من أن يحيا
وأقل من أصغر بداية
وأضأل من الغفران.
إنه الأكثر تعقلا وأشراقًا
والأكثر من ذلك أنه لا يمكن أن يموت
أكثر من كل سماء
لأنه هو فقط الأكثر سموًا من السماء.