الأباطرة الأربعة: كيف يصنع مليارديرات التكنولوجيا مستقبلاً وهمياً

أضيف بتاريخ 01/23/2025
مدونة المَقالاتيّ

يسيطر أربعة من أقوى رجال الأعمال في وادي السيليكون - بيتر ثيل، إيلون ماسك، مارك زوكربيرج، ومارك أندريسن - على مستقبل التكنولوجيا الرقمية. هؤلاء "التكنوقراط" يشكلون نخبة متشابكة تتحكم في مصير المليارات من مستخدمي الإنترنت عبر منصاتهم المهيمنة.



"التكنولوجيا يجب أن تخدم البشرية، وليس العكس" - جارون لانييه، رائد الواقع الافتراضي

يسعى هؤلاء المليارديرات إلى تشكيل مستقبل البشرية من خلال أربعة مشاريع طموحة: الميتافيرس، العملات المشفرة، استعمار المريخ، والتحسين البشري. رؤيتهم تتجاوز مجرد الابتكار التكنولوجي - إنهم يطمحون إلى إعادة تشكيل الواقع نفسه.

يمثل مشروع الميتافيرس، الذي يدعمه زوكربيرج وثيل وأندريسن، محاولة لتحويل الإنترنت المفتوح إلى عالم افتراضي مغلق يتطلب "رموزاً رقمية" للوصول إليه. في حين يسعى ماسك إلى تحقيق حلمه بإرسال البشر للعيش على المريخ بتكلفة تقدر بعشرة تريليونات دولار.

لكن أخطر هذه المشاريع هو "ما بعد الإنسانية" - وهو مفهوم يتبناه ثيل بشدة. يهدف هذا المشروع إلى دمج التكنولوجيا مع البيولوجيا البشرية، مما قد يؤدي إلى خلق طبقة من "البشر المحسنين" القادرين على العيش لمدة 160 عاماً أو أكثر. هذا التطور قد يعمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل غير مسبوق.

يحذر الخبراء من أن هذه الرؤية المستقبلية تهدد أسس المجتمع الديمقراطي. فكما يقول الفيلسوف فرانسيس فوكوياما، يعد مفهوم ما بعد الإنسانية "أخطر فكرة في العالم" لأنه يقوض مبدأ المساواة الإنسانية الأساسي.