في خطوة تحمل رمزية كنسية وتاريخية كبيرة، أعلن البابا ليون الرابع عشر عن رغبته في القيام بزيارة رسمية إلى تركيا خلال الأشهر المقبلة، احتفالاً بالذكرى الـ1700 لمجمع نيقية الشهير. تأتي هذه التصريحات خلال لقاء جمعه مع وفد من الحجاج الأرثوذكس والكاثوليك الأمريكيين، حيث شدّد الحبر الأعظم على أهمية إقامة "احتفال مسكوني" لإحياء الذكرى، في دعوة متجددة لتجسير الهوة وتقوية الروابط بين الكنائس الشرقية والغربية.
تكتسب هذه المبادرة أهمية بالغة في ظل التوترات المتكررة والإرث التاريخي للطوائف المسيحية، إذ يبقى مجمع نيقية مؤسسة جامعة في ذاكرة المسيحية، باعتباره نقطة انطلاق للتوحيد العقائدي ورسالة رجاء في زمن الشروخ. البابا ليون الرابع عشر، الذي يشتهر بدعواته المتكررة للتحاور المسيحي والتقارب مع الكنائس الأرثوذكسية، يُقدّم من خلال هذه الخطوة رسالة أمل تلقى صدى إيجابياً لدى الكثير من المؤمنين والفاعلين في الحقل الديني.
زيارة البابا المحتملة لتركيا ليست مجرد ذكرى تاريخية فحسب، بل مبادرة حديثة نحو بناء ثقافة اللقاء والانفتاح في عالم يموج بالانقسامات والهويات المتنحرة. وبالنسبة للمراقبين، فإن قرار الحبر الأعظم بإحياء حدث عالمي بهذا الزخم من قلب الأناضول قد يعيد رسم معالم الحوار المسيحي والبحث عن قواسم مشتركة في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، ويعيد للذاكرة صورة كنيسة واحدة تمثل ضمير الإنسانية الباحثة عن الوحدة والسلام.