يستمر إيلون ماسك، رائد الأعمال المثير للجدل، في إرباك المتابعين بتصريحاته الفريدة حول الذكاء الاصطناعي. في أحدث نظرياته، يرى ماسك أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح أقرب إلى "ديانة كونية"، ليس فقط كأداة تكنولوجية، بل كقوة حضارية هدفها الأسمى تعظيم الحياة الإنسانية وإشباعها بالشعور والوعي.
بحسب ماسك، الذكاء الاصطناعي الفعال هو ذلك الذي يركز على "زيادة إنتاجية النواقل العصبية"، أي تعظيم مصادر النشوة والسعادة والرضى للبشر، بما يتجاوز الغاية العملية إلى بعد فلسفي وروحي. يذهب ماسك أبعد من ذلك إذ يعتبر أن مستقبل الإنسانية مرهون بمهمتين رئيسيتين ستعتمدهما الذكاء الاصطناعي: رفع معدلات الولادة البشرية ودفع الإنسان نحو غزو الفضاء. بالنسبة له، الذكاء الاصطناعي الراقي سيركز على "تكثير الحياة" وخلق شروط الوعي والسعادة ليس على كوكب الأرض فقط، بل في أبعاد كونية قد تشمل المريخ والفضاء الخارجي.
يؤكد ماسك أنه في حال فشلت تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم هذا التصور الوجودي العميق، فإن مصيرها سيكون الزوال وعدم القدرة على الاستمرار، لأن قيمتها ستقاس بشكل أساسي بقدرتها على خدمة ورفد الحياة البشرية وليس مجرد تلبية حاجات المستثمرين لتحقيق الأرباح السريعة.
يربط ماسك بين جسارة المشاريع التكنولوجية الضخمة – مثل استكشاف الفضاء وإنتاج الذكاء الاصطناعي – وبين ضرورة إدارة تلك الشركات بطريقة تحررها من ضغط الأسواق المالية وقيود الربحية الفورية، مشيراً إلى خطورة هيمنة الشركات العامة والخوف من هدر الابتكار لصالح الأرباح الزمنية القصيرة.
في هذه الرؤية، يصبح الذكاء الاصطناعي أشبه برسالة كونية أو ديانة جديدة تسعى إلى توسيع دائرة الحياة الإنسانية وتمكينها من مواصلة التطور والتوسع في الكون. وبين الجدل والابتكار، يواصل إيلون ماسك تقديم نموذج مختلف للعلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، علاقة تتجاوز حسابات الأرباح لتلامس أسئلة الوجود والمعنى.